الحلقة الأخيرة من الموسم السادس بعنوان رياح الشمال انقسمت لقسمين قسمٌ أنهى به المسلسل فصول رواياتٍ لبعض الشخصيات وقسمٌ آخر أخذت فيه شخصياته منحىً آخر،،

في الكينغز لاندينغ تنطلق أحداث الحلقة بطريقة تراجيدية مسرحية بأجمل موسيقى تأثيرية قد تسمعها استباقاً لأهم انفجار بالمسلسل، لقطات متسلسلة لأهم أطراف المحاكمة وهم يستعدون لمحاكمة سيرسي لانيستر ولوريس تايريل.
يصل الجميع لكن سيرسي تتأخر عن الحضور وتمنع ولدها من الذهاب، وكايبورن يستدرج الميستر الأكبر بايسيل عبر عصافيره الصغيرة في القبو ليجعلهم يقتلوه، لوريس يطلب أن لا تتم محاكمته عندما يعترف بذنبه ويطلب المغفرة والإنضمام لجماعة السبارو لخدمة الآلهة السبعة، وبنفس الوقت يتم استدراج لانسيل للقبو تحت المعبد حيث توجد نار (الوايلد فاير) يطعنه الطفل طعنة واحدة ويهرب وحينها يجد لانسيل شمعتين مجهزتان لإشعال النار فيحاول أن يطفئهما لكن يبدو أن أثر الطعنة كان قوياً فكانت حركته بطيئة جداً عكس طعنات آريا الخفيفة!! مارجوري تحاول إقناع الهاي سبارو بإخلاء المكان بعد تأخر سيرسي عن حضورها للمحاكمة لأنّه على حد قولها أن سيرسي تعلم عقبات عدم حضورها للمحاكمة وهذا يعني أنها لا تنوي أن تتحمل هذه العقبات!! تأخر سيرسي عن الحضور للمحاكمة يعني أنّها ستفجر المكان وتقتل كل من فيه!! الهاي سبارو يرفض خروج الناس من المعبد لسبب ما ويطمئنهم أن كل شيء على ما يرام، وتشتعل النار وتحرق المعبد بمن فيه الهاي سبارو ومارجوري ولوريس ووالدهم وكذلك عم سيرسي كيفن.
قد تكون هذه أجمل عشرين دقيقة من بداية حلقة ختامية لموسم من ناحية تسلسل الأحداث والموسيقى التأثيرية ولكن للأسف لم تكن منطقية من ناحية الحبكة فكثيراً من الأحداث وردود فعل الشخصيات لم يكن لها تفسيراً مثل انخداع الميستر وتصديقه أن الملك سيقابله في القبو! أو فكرة استدراج لانسيل للقبو لكي يكون له فرصة إيقاف النار وإفشال المخطط بأكمله! لانسيل الذي كان بالأصل ذاهباً في مهمة جلب سيرسي للمحاكمة نسي مهمته من أجل اللحاق بطفل! ولماذا بالأصل يُكلَّف هو ورفاقه بجلب سيرسي وهم يعلمون أنهم لا يستطيعون بوجود ذا ماونتن حارساً لها!!
شخصية مارجوري التي كانت تُبنى منذ الموسم الرابع وبدأت ملامح الشخصية بالتكوّن في هذا الموسم وشاهدنا فيه تلميحات لدهائها وفطتنها وكيف أنّها كانت تخطط لخداع الهاي سبارو
موتها شكّل صدمة كبيرة لمن كان يأمل متابعة ما تصل إليه هذه الشخصية.

سيرسي سعيدة بتنفيذ تهديدها الذي طالما وعدت به وتستعيد شخصيتها القاسية وملامح الشر بعينيها، وتقوم بالإنتقام من الأخت اونيلا التي كانت تعذبها وقت حجزها وتُدخل عليها ذا ماونتن ربما ليغتصبها ويطيل عذابها قبل قتلها.
في هذه الأثناء تومين لم يتحمل الموقف حينما رأى آثار الإنفجار فيرمي نفسه من النافذة وبذلك تتحقق نبوءة الضفدعة بموت جميع أطفال سيرسي الثلاثة، هناك مفارقة بطريقة موته مع حادثة إعاقة بران حيث كان الإثنان بسبب سيرسي.
كايبرون يخبر سيرسي بوفاة تومين ويناقشها طريقة مراسم العزاء والدفن، فتقول أنه يجب أن يكون مع جده وأخيه وأخته ولكن لأنهم كانوا مدفونين تحت المعبد وذلك لم يعد احتمالاً ممكناً بعد الآن فطلبت منه حرق الجثة معهم.
في هذا المشهد نتأكد من عودة سيرسي المفاجئ للقسوة، عاطفة سيرسي تجاه أبنائها قد تكون هي الشيء الوحيد الذي جعلنا نرى الجانب الإنساني في سيرسي وجعلنا نتعاطف معها قليلاً بعد وفاة كل من جوفري وميرسيلا، إلا أنها هذه المرة لم تعبأ بوفاة تومين وكأنه ابن شخصٍ آخر.
تساؤلات تجعلنا حائرين تجاه سيرسي، إذا كان لا يهمها ابنها لماذا حرصت أن يحرسه ذا ماونتن ولا يجعله يذهب للمعبد ويحترق مع الجميع؟ وإن كانت تحبه فعلاً لماذا لم تقف بجانبه وهي تعلم حبّه لمارجوري وتواسيه على فقدانها؟ أم أنّها كانت تتوقع موته في نهاية الأمر تصديقاً للنبوءة فلم تحزن عليه مثل حزنها على إخوته.
قبل نهاية الحلقة نرى مراسم تتويج سيرسي بالعرش بنفس لحظة دخول جيمي بعد عودته من ريڤرون واستغرابه الشديد لما حدث ولا يبدو عليه السرور الآن وقد تحققت نبوءة الضفدعة بموت أبناء سيرسي الثلاثة، هل ستموت سيرسي على يد أخيها الأصغر؟ أم أن المسلسل تعمّد تجاهل هذه الفقرة من النبوءة؟
في التوينز جيمي لانيستر وبرون يحتفلان مع آل فراي باستعادة ريڤرون، ايدمور تالي عاد لزنزانته بالرغم من وعد جيمي له بوضعه بغرفة أكثر راحة، ولكن جيمي يبدو عليه الإستياء ويقوم بتهديد والدر فراي بأنه لو اضطر أن يقوم باستعادة ريڤرون في كل مرة تؤخذ منهم فلا حاجة له فيهم.
في صباح اليوم التالي والدر فراي لوحده تقدم له خادمة غريبة فطيرة بلحم أبنائه ليتبيّن أنّها آريا ستارك متنكرة بوجه مختلف لتنتقم منه بعد مجزرة الزواج الأحمر وتبدأ مخططها بقتل كل من وضعتهم بقائمتها.
لم يتضح كيف أن آريا انسحبت من الإنضمام لجماعة الـ(لا أحد) وعديمي الوجوه ومع ذلك أتت متنكرة، هل استعارت أحد الوجوه قبل رحيلها أم أنّها تملك اتفاقاً سريّا مع جاكين هاغار لا نعلم به.
يبدو أنّ آريا ستتقمص شخصية ليدي ستونهارت بدلاً عن والدتها، وقد نرى معظم تفاصيل أحداث ليدي ستونهارت من الكتب تحدث مع آريا في المسلسل، (حرق من الرواية) من المحتمل أن تقابل بريين الموسم القادم وتلاحظ معها سيف آل لانيستر كما لاحظه بلاك فيش سابقاً، وتطلب منها قتل جيمي مثل ما فعلت والدتها بالرواية.
في الأولد تاون يصل سام أخيراً للسيتاديل بعد رحلة طويلة جداً وقياساً على تنقل باقي الشخصيات في هذا المسلسل قد تكون رحلة سام هي الأكثر واقعية، لكن يجد أنّه لم يتم تحديث بيانات حرس اللّيل ولا زالوا يعتقدون أنّ جور مورمنت هو قائدهم.
في وينتيرفيل جون سنو ينفي ماليسندرا بعد أن اعترفت بقتل شيرين رأينا مشهداً مؤثراً لداڤوس يعبر فيه عن حبّه لتلك الفتاة ونقاشاً بينه وبين ماليسندرا عن إله النور الذي يعتبره شراً لأنّه يأمر بقتل الأطفال وهي تدافع عنه لأنّه هو من أعاد جون سنو للحياة.
وفي مشهد آخر سانسا تعتذر لجون سنو عن عدم إفصاحها له بمراسلتها لليتل فينغر ويسامحها ويطلب منها أن يثقوا ببعضهم وبعدها تلتقي بليتل فينغر الذي يحاول أن يجعلها تنقلب على جون طمعاً في أن تتزوجه ويكون ملكاً لجانبها لكنها تصدّه وترحل.
يعود المشهد في وينتيرفيل لاحقاً ونرى جون سنو وسانسا مجتمعين مع جميع العوائل وتقنعهم الطفلة ليان مورمنت بأحقية جون سنو حتى ولو كان لقيطاً إلّا أن دم نيد ستارك يجري بعروقه وينضم لها باقي العوائل ويعلنوا أن جون سنو هو ملك الشمال.
سانسا ستارك هي الوريث الشرعي والأحق بالملك لأنّ جون سنو يعتبر لقيطاً بالنسبة لهم، لكن يبدو أن سانسا راضية بجعله ملكاً عليها.

خلف الجدار بينجن يترك بران وميرا ويقول لهم أنّه لا يستطيع تخطي الجدار لوجود شعوذة بأساسات الجدار تجعله لا يستطيع تخطيه ويخبرهم أن الحرب الكبيرة قادمة وسيستمر بالقتال من أجل الأحياء.
بعدها يقرر بران العودة برؤياه للماضي وتكملة ما حدث مع أبيه واكتشاف ولادة جون سنو من أمه الحقيقية ليان ستارك
المسلسل حاول أن لا يكشف تفاصيل ما همست به ليان بأذن نيد ربما تكون هذه التفاصيل لا علاقة لها بمجريات القصة بالتحديد أو أنّهم يجهزوا لمفاجأة أخرى.
في ميرين دانيريس تخبر داريو نهاريس أنّه لن يرافقها برحلتها ليحافظ على السلام في خليج العبيد خلال رحيلها ممّا يجعله يغضب، وأخيراً يتلقى التقدير ويحصل على منصب يد الملكة في مشهد مؤثر للشخصية المحبوبة من الجميع.
ڤاريس ينجح بإقناع إيلاريا ساند وأولينا تايريل بالتحالف مع دانيريس ليزداد جيشها قوةً وتصبح جاهزة لاجتياح ويستروس.
المشهد الأخير في الحلقة يظهر دانيريس في السفينة وخلفها ڤاريس وهو يعتبر اللقاء الأول بينهما بالرغم أنّ ڤاريس كان قد حاول قتل دانيريس سابقاً، إلّا أن الكاليسي يبدو أنّها سامحته أو أنّها كانت متحمسة جداً للذهاب لويستروس ممّا جعلها تنسى محاولة قتلها السابقة.
بالرغم من الملاحظات على هذه الحلقة والموسم ككل إلَّا أنه باعتقادنا من أفضل المواسم حتى الآن ومن أفضل الحلقات الختامية لموسم، موسم شهدنا فيه عودة جون سنو للحياة وكانت أول عملية إعادة إحياء نشهدها بالمسلسل ولم شمله مع اخته سانسا وقضائهم على آل بولتون، وشهدنا فيه أعظم معركة في تاريخ التلفاز واستعادة وينتريفيل لآل ستارك وحقيقة ميلاد جون سنو، شهدنا كذلك لحظة موت هودور المؤثرة وكشف سبب كونه هودور بالأساس، وشهدنا تنانين كاليسي في القتال لأول مرة في مشاهد توضح تطوَّر تقنيات الحاسب الآلي في تصوير المشاهد CGI والإبداع في توظيفها لعمل خيالي وجعله أقرب ما يكون للواقع، شهدنا قدرات بران وتطورها.
بانتهاء الموسم السادس شاركونا آرائكم بالموسم وتوقعاتكم للموسم القادم آملين أن تكون تغطيتنا قد حازت على رضاكم مع تحيات إدارة الحساب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق